الوضع البيئي في قليبية : بين غياب عمال النظافة و غياب وعي المواطن

Publié le 12 Novembre 2014

الوضع البيئي في قليبية : بين غياب عمال النظافة و غياب وعي المواطن

 

تونس في 24 -10-2014

 

فضلات منزلية منتشرة هنا وهناك ، أكياس من الخبز،  بقايا طعام ،قمصان أحذية ممزقة و لعب محطمة   أغصان أشجار  وكتب مدرسية قديمة ،روائح كريهة تنبعث منها تنفر المارة و تجذب الحشرات،قطط متشردة  تبحث عن ما يسد جوعها بين هذه الأكوام ، مشهدٌ يجلب انتباهك وأنت تتجول بين  أزقة مدينة قليبية ، وضع أوشكنا على التعود عليه في هذه المدينة السياحية الصغيرة ، وبين تقاعس عمال النظافة في أداء واجباتهم وبين غياب الوعي لدى المتساكنين يطرح  سؤال مثقل بالحيرة  حول أسباب هذه الظاهرة وتداعياتها على الوضع البيئي .
عند مرورك من أمام ملعب "سيدي بن عيسى" تعترضك أكوام القمامة التي انتشرت تحت أسواره القديمة ,"لقد تحول هذا المكان إلى مصب للقمامة" هكذا أجابتنا السيدة صليحة بنبرة يغمرها الانزعاج  عندما سألناها عن أسباب تراكم النفايات في هذا المكان و واصلت قائلة أن الكثير من الأشخاص اعتادوا على التخلص من قمامتهم في هذا المكان على الرغم من التشكيات المتواصلة التي رفعها سكان هذه المنطقة إلى البلدية .
" حتى الجامع لم يسلم من هذه القمامة " هكذا أفادنا السيد عزيز و هو يستعجل الخطى متجها نحو باب الجامع الصغير واستطرد قائلا ان اعوان البلدية أيضا لا يقومون بعملهم على أحسن وجه .
 و بمواصلتنا السير اعترض طريقنا السيد "لطفي" (عامل نظافة) وهو يجمع بتراخ البعض من القمامة المنتشرة على طول الشارع  بمكنسته المهترئة رمقنا بوجع عابس أنهكه التعب و أخبرنا أن المسؤولية يتقاسمها معهم المواطنون أيضا الذين لا يخرجون القمامة في الوقت المناسب كما أنهم يقومون برميها عشوائيا في كل مكان  متناسين أن الضرر سيعود عليهم 
و أكدت السيدة ربيعة التي اقتربت منا ونحن نتحدث مع عامل النظافة أن الأوضاع البيئية انقلبت رأسا على عقب بعد الثورة حيث أصبح الناس مستهترين كما أن دور عمال النظافة أصبح شبه مغيب .
    مشهد القمامة يتكرر أمام ناظرك أينما ذهبت بمرورك أمام المدارس، المستوصف، نادي الأطفال ... مشهد يندى له الجبين في مدينة كانت تمتاز بنظافة شوارعها.
هذا هو حال الوضع البيئي في قليبية بعد مرور 3 سنوات على الثورة ... وضع مزر ينذر بكارثة بيئية وشيكة إن لم تتدخل السلطات المعنية .
فهل من شأنه أن يؤثر على نسبة إقبال السياح على هذه المدينة ؟

 

Rédigé par Ghada Mtaallah

Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article