الانتخابات التشريعية التونسية: انتخابات ديمقراطية بنكهة تجمعية

Publié le 12 Novembre 2014

ها قد عاد التجمع من جديد بعد أن جمع شتاته و استجمع قواه  وكون آلة دعائية ضخمة مستفيدا من أخطاء الحكومة الائتلافية  و من ذاكرة المواطن القصيرة ,عاد التجمع أو بالأحرى نداء تونس من الباب الكبير بفوزه بنسبة 39 بالمائة من الأصوات مقابل 33 بالمائة لحركة النهضة . نتيجة تطرح العديد من التساؤلات عن خفايا  وأسباب هذه العودة .

بعد 3 سنوات من الارتباك السياسي والتدهور الاقتصادي عاد التجمع أو حزب نداء تونس  إلى الطليعة ببرنامج اقتصادي لا يغني من جوع عوضه بوق إعلامي ضخم وحملات إعلامية مقتطعة النضير صورت هذا الحزب على أنه المخلص الوحيد للبلاد و العباد من براثن الإرهاب و التطرف ، و الأمل الوحيد في إرساء دولة مدنية حديثة.

فبين معادلة الأمن  والأمان والحرية و الكرامة من الواضح أن المواطن اثر سيناريو الأمن والأمان الذي  تشدق به نظام بن علي سابقاً و السبسي حالياً  على مصطلحات الحرية والكرامة. فهل يمكن الجزم بأن المواطن لم يبلغ مرحلة النضج الديمقراطي بعد ؟ أم أنه أعاد ترتيب أولوياته بمعيار مختلف يتماشى مع متطلبات المرحلة القادمة ؟

فهل يدرك المواطن أن ثلاثة سنوات  غير كافية فعلاً لتحقيق كافة مطالب الثورة من تشغيل للعاطلين عن العمل ومحاربة  للفساد و إصلاح للقضاء و الأمن و التعليم وتكريسٍ للعدل والمساواة خاصةً وأنها روفقت بموجة من الاحتجاجات المتواصلة و ألاف من الإضرابات  التي أشرف عليها الإتحاد العام التونسي لشغل شارفت الدولة بعدها  على الافلاس .

وهل يدرك رجال السياسة أن التهافت على المناصب والكراسي وترديد الشعارات الفضفاضة غير كفيل بإعادة الثورة  إلى مسارها الصحيح .  وأن مساندة شق منهم لتيارات المتشددة وخاصة حركة النهضة يعتبر تواطئا مع الإرهاب و ضربة قوية لقطاع السياحة العمود الفقري للاقتصاد في تونس .

هل تدرك وسائل الإعلام مدى الضرر التي ألحقته بالمجتمع بأسلوب التظليل و التهويل الذي اعتمدته في كافة المجالات قصد إثارة البلبلة فبينما تغوص في نقاشات   عقيمة  و سطحية عن ما تسميهم تجار الدين وعن النقاب والبرقع و ختان الإناث هي تتغاضى عن الصفقات المشبوهة التي أبرمتها الحكومة من قبيل ضفقة غاز الشيست والتفريط في المؤسسات العمومية وعجز الميزان التجاري و القروض التي  اقترضتها من البنك الدولي .

أسدل الستار عن ثاني انتخابات ديمقراطية عرفتها البلاد باكتساح نداء تونس لها ولكن من المفارقات التي عرفتها هذه  الانتخابات هي الهزيمة التي  ألحقت بأحزاب ألتجمع الأخرى  سواءا حزب المبادرة الذي يترأسه كمال مرجان أو الحركة الدستورية  الذي يرأسها حامد القروي .

  فهل يمكن أن  يتواصل   المسار الانتقالي  في خضم هذا الزحف التجمعي الذي نجح في خلق قاعدة حماهيرية له و في ضل  مواصلة تغييب مطالب الثورة  عن المنابر الإعلامية وبرامج الأحزاب الانتخابية ؟

 

 

الانتخابات التشريعية التونسية: انتخابات ديمقراطية بنكهة تجمعية

Rédigé par Ghada Mtaallah

Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article